Sunday, July 27, 2008

تصاوير






* التصوير هو فعل "الالتقاط" بمختلف مستوياته. فالعين- قبل العدسة- تلتقط التكوين الجمالي، تتأمله، تنفعل به، ثم تلتقط الزاوية المثلى لرؤيته قبل أن تفسح المجال للعدسة لتنفح وتنغلق لالتقاط الصورة. والأمر ليس ببساطة الوصف فهو يتطلب تركيزا تاما وانفعالا صادقا بالتكوين الماثل لان النتيجة النهائية لا تكون مماثلة أبدا لمرحلة الالتقاط الاولى. لكن الأمر لا يقتصر على الإحساس فحسب فالجانب التقني وإدراك العلاقة بين سرعة الشاتر وفتحة العدسة وحساسية الفيلم النيجاتيف عوامل تدعم الحس وتساعد في خروج الصورة كما كان الانفعال بها.



------------------------------------------------------------------------






* بالعمل مع الخامات الطبيعية، اكتشفت مدى كرهي للرخام. الرخام من وجهة نظري خامة مائعة للغاية لا شخصية لها ولا عمق فيها (ربما لهذا السبب يستخدمها الأثرياء ومحدثوا النعمة والإسلاميين كثيرا في أبنيتهم). على النقيض من الرخام، أجد الخشب والحجارة خامات بدائية للغاية، بها عمق ولها رائحة مميزة ولها شخصية تصنع تكوينات فائقة الجمال يمكن استهلاك عشرات الافلام معها لإبراز جمالها.

-------------------------------------------------------------------






* البشر أجمل تكوين يمكن التقاطه بالعدسة. لا أتحدث هنا عن انفعالات الوجه فحسب بل على التكوين العام للجسم البشري.. بتعرجاته وانثناءاته وجمالياته وعيوبه. تكوين الجسم البشري يحاكي في عشوائيته الطبيعة في مختلف مظاهرها ... الجسد البشري هو الكمال كما تصوره الإله في الإنسان عند تكوينه... لا يوجد ما هو أجمل.


------------------------------------------------------






* في مراحل عدم الاستقرار تحدث حالة من التوحد بين الروح والعدسة. يصبح السعي لوضوح ونقاء الكادر واتزان زاويته وضبط إضاءته محاولة للتعويض عن اهتزاز رؤية الواقع وتشوش الذهن.. مجرد محاولة للتخفيف من وطأة مرور الوقت بلا طائل وتهدئة روح يتلاعب بها الحزن والتوتر بلا توقف.