Friday, December 31, 2010

نهايات




يشعر كثيرون بالفزع من كارت الموت في أوراق التاروت.. تُجسد صورة الهيكل العظمي بمنجله شعورا طاغياً وخانقاً بحضور جسدي لقابض الارواح يشلهم عن التفكير في المعنى الحقيقي للكارت أو حتى التمعن في الصورة ذاتها علهم يحصلون على تفسيرات أفضل.. الحقيقة أن الموت في التاروت لا يرتبط كثيراً بالنهايات بقدر ما يرتبط بالبدايات الجديدة.. هو يطوى صفحة.. بعنف وبشكل مفاجيء في كثير من الاحيان، لكن الصفحة المطوية دائما ما تكشف عن صفحة جديدة وطازجة.. وحافلة بكل الاحتمالات.. كارت الموت ببساطة هو روح التغيير.. ما/من لم تعد له قيمة لابد أن يفسح المجال لجديد ربما يكون أبقى وأكثر تأثيراً أو ربما يتحول إلى صفحة أخرى يجب طيها وعدم النظر إليها من جديد.. في جميع الاحوال.. مع كارت الموت.. كل الاحتمالات قائمة. ولهذا يفضل قارئوا التاروت أن يسمونه كارت التحول.
---------------------------------------------
لا أبالغ عندما أقول إن ألفين وعشرة كان عاماً حاسماًَ قلب حياتي كلها رأساً على عقب. التفكير فيمن دخلوا حياتي ومن خرجوا منها وحده كفيل ليصيني بالإرهاق...المشاق كانت كثيرة لكن كذلك كانت اللحظات المميزة.. عام فارق بامتياز، إيجابي في كثير من جوانبه لا أملك في ساعاته الأخيرة أي قرارات مصيرية أو أهداف تنموية لابد أن تتحقق في ألفين وأحد عشر.. لا أملك سوى بعض البذور البسيطة التي زرعتها على مدار العام.. سأراقبها فقط وهي تنمو.

Thursday, December 2, 2010

The Unbearable Lightness of Being Juliette Binoche


كنت أريد أن اكتب شيئا عن لقائي بها.. عن حضورها الذي أضاء قاعة مؤتمرات فندق سوفيتيل بنور رباني أزرق يميل إلى البنفسجي .. عن رقتها وتواضعها وجمالها الخالي من مساحيق التجميل والتكلف.. لكني وجدت أن ترجمة محمد المصري لحواري معها خلال المؤتمر الصحفي أكثر من كافية.. أرفق فقط صورة التقطها لها من وحي فيلم أزرق الذي قامت ببطولته وأخرجه البولندي كريزستوف كيسلوفسكي

ليليان وجدي

... ، يعني انتِ مثلاً ، اتعاملتي مع مخرجين عُظام كتير ، كل واحد منهم ليه رؤيته وليه طاقته الداخلية ، زي ما انتِ كمان ليكِ رؤيتك وطاقتِك ، إزاي الطاقة أثَرت فيكِ كبني آدمة ؟


جولييت بينوش

- عارفة ، أنا دايماً بقول إن المخرج كل ما بتزيد عظمته وثقته في نفسه مبيبقاش ميال للسيطرة ع الممثل ، باستثناء هانِكه اللي عظيم ومع ذلك عنده هسس بالتحكم ومبيسيبش حاجة تعدّي من تحت إيده ، بس بعيداً عن هانكه عشان مجنون ، فكل ما المخرج بيبقى صغير ، ومقصدش السن طبعاً ، كل ما بيحاول يسيطر عليكِ أكتر ويبقى الفيلم وقتها زي الواجب التقيل اللي عايزة أخلص منه ، بس لو المخرج عظيم فعلاً .. بيكتفي بتعليمات صغيرة أو يحكيلك عن تجربة ، زي إشارات تفتَّحلك سكك وانتِ في الآخر اللي هتحسَي الكلام المكتوب وتدَيله حتَة من روحِك

أنا فاكرة مثلاً زمان ، وقت ما كنت بعمل أزرق مع كيسلوفسكي ، شفتيه صح ؟ ، فاكرة مشهد المستشفى في الأول ؟ لما جولي بيموت جوزها وأولادها وبتخسر في ثانية كل حاجة وبتحاول تنتحر ؟ ، لما قريت المشهد أول مرة قلت لكيسلوفسكي إني عايزة أعيَط ، حاسة العاطفة في المشهد بالشكل ده ، أنا وقتها كُنت أصغر من دلوقتي وخبرتي أقل ، مكنتش مرَيت بتجربة فقد كبيرة للدرجة دي ، وبالتالي مكنتش أعرف ، بس هو كان عارف .. وحكالي ، قالي إن كل ما الفقد بتزيد قيمته كل ما هنحس إن مشاعرنا متكتَفة ومش قادرين حتى نعبَر عنها ، اقتنعت إني أمثَل المشهد زي ما هو عايزه ، ولما الفيلم اتعرض .. قابلت مصوَر برازيلي ، قالي إنه عيَط في المشهد ده لما افتكر إنه معيَطش لما ابنه مات وإن اللي كان موجود في المشهد هو بالظبط اللي كان حاسه وقتها وعمره ما عرف يقوله ، لحظتها كنت فخورة بنفسي كممثلة ممكن تنقل مشاعر حتى أصحابها ميعرفوش يتكلموا عنها وكنت حاسه قد إيه مخرج زي كيسلوفسكي كان ليه أثر في ده