Monday, May 23, 2011

عسكر عسكر في كل مكان.. صحراء كان أم بستان

في البدء كانت التحية

بدا الأمر وكأنه مشهد الذروة في مسرحية مبتذلة لمحمد صبحي.. المكان.. قهوة البورصة بوسط البلد.. الزمان.. الساعة الواحدة ظهراً يوم الثاني عشر من فبراير .. يرتفع صوت اللواء محسن الفنجري من شاشة التلفاز وهو يردد الكلمات التالية

ينفجر الحضور بالبكاء والتصفيق.. الكل يبدو متأثرا .. ترتفع الهتافات عبر المقهى "الجيش والشعب إيد واحدة". ينسدل الستار.. الكل يبدو سعيدا.. أراقب الحضور وكلمات معينة ترن في أذني " وبصدور قرار رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك بتخليه عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد". أميل على اذن صديقي لأقول له "هي الناس دي ناوية تبتزنا عاطفياً ولا إيه؟" ينظر إلي بوجه خال من التعبيرات ولا يرد....

يا فرحة ما تمت
لم يستمر شهر العسل بين المجلس العسكري والشعب طويلاً بل إن كلمة "شهر" هنا تبدو ضربا من المبالغة.. ففي السادس والعشرين من فبراير حدثت أول وقيعة بين الجيش والشعب في بيت الثوار (ميدان التحرير).

اقرأ هنا شهادة نوارة نجم عما حدث في السادس والعشرين من فبراير

وشاهد أيضا هذا الفيديو لصورة حية من المواجهة بين جيش مدجج بالسلاح ومتظاهرين عزل تماماً لا يملكون سوى أصواتهم


لكن لأن الزيجة كانت لاتزال في بدايتها.. والجيش كان "الفرخة بالكشك" التي يحبها الجميع. كان من الطبيعي أن يبتلع الكل هذا الاعتذار المائع من المجلس العسكري

المجلس العسكري حرص في خاتمة البيان على التأكيد بأن التعدي على "أبناء الثورة" لن يتكرر لكن لأن "اللي فيه داء ميبطلوش".....

تسعة مارس وأبريل

المكان .. ميدان التحرير.. الزمان: التاسع من مارس وأبريل 2011... الدافع: مثل الزوج الحمش الذي يبرر ضربه لزوجته بأنها "ناشز عايزة تأديب" برر المجلس العسكري الحاكم لجوء قواته للقوة المفرطة من ضرب مكثف للأعيرة النارية الحية في الهواء والتعامل بخشونة مع المعتصمين في ميدان التحرير بأنهم مجموعة من "البلطجية والشواذ والعاهرات ومدمني المخدرات" الذين لم يجدوا مكاناً أفضل من ممارسة بلطجتهم وشذوذهم وعهرهم وتعاطيهم من ميدان التحرير وفي وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الشعب المصري الذي يمر بالميدان طيلة النهار والليل.

لكن لأن الصورة تغني عن الكلام.. شاهدوا ما حدث يومي التاسع من مارس وأبريل فعلا..


طبعاً غني عن القول انه في الشهر الذي يفصل بين التاسع من مارس والتاسع من ابريل بل وحتى في الأيام التي أعقبت ذلك.. ارتكبت القوات العسكرية ما يخطر ومالا يخطر على بال من الانتهاكات بحق معتقلين.. معولة تماماً على صمت إعلامي وتجاهل شعبي على اعتبار أن من يتعرض للضرب والصعق الكهربائي هم من "البلطجية".. مش كدة؟.....


عسكر فوق.. وعسكر تحت.. إخص عليكو يا ولاد الشعب

أربعة أشهر تقريبا تمر على الزيجة "غير المباركة" ولم يعد الزوج الحمش بحاجة لارتداء أي اقنعة أو الحديث بكلام معسول..

اللواء ممدوح شاهين عن شرعية المجلس العسكري

تصريحات اللواء إسماعيل عثمان خلال لقاهء مع الإعلامية بثينة كامل

الخطاب الأول لرأس المجلس العسكري المشير طنطاوي في حفل تخريج ضباط الشرطة


ومرة أخرى اللواء محسن الفنجري والبيان رقم ثلاثة.. والحديث الذي لم ينتبه إليه أحد عن شرعية المجلس العسكري
الشعب والشعب إيد واحدة
لماذا؟ لانه لا شرعية لكيان يعترف بأنه حصل على الشرعية من رئيس قامت الثورة فافقدته شرعيته.. لان الثورة كانت ولا تزال .. ثورة قام بها مدنيون.. للمطالبة بحقوقهم المدنية.. ولأن شهداء هذه الثورة لم يفنوا لاجل جنرالات مبارك...ولأن المدنيين الذين عانوا الامرين في الشوارع على مدى 18 يوما في ظل صمت بل وتواطؤ عسكري... يستحقون بالتأكيد من هم أفضل من جنرالات مبارك .