Monday, February 21, 2011

استمرار


الفارق بين التعقل والتخاذل .. شعرة.. لا يراها كثيرون
الثورة لا تزال مستمرة

Wednesday, February 16, 2011

رحيل


بهدوء أمد يدي لأغلق الباب وأسحب كرسيا أقربه من سريرك.. أمد يدي لأرفع الغطاء عن وجهك.. اتحسس جبينك.. جبهتك باردة رغم أنه لم يمض على موتك سوى ساعة.. أقبلها وبصوت خافت أقول لك "مع السلامة". أفقد السيطرة على نفسي وانفجر في بكاء شديد.. نعم كان موتك متوقعا ونعم كنت أدعو لك به يوميا حتى ترتاح مما أنت فيه... لكني وأنا أنظر إلى وجهك الخالي من الحياة لم أكن أتمنى سوى أن أرى الابتسامة الواهنة عليه مرة أخرى.. أن أسمع صوتك المتعثر مرة أخرى.. كان تأوهك على ما يسببه لي من وجع يذكرني أنك لا زلت على قيد الحياة.. بأنانية شديدة كنت أتمنى أن تعود للحياة لتواصل معاناتك فقط كي نراك مرة أخرى.. ناسية أنني كنت أكثر من طلب لك الرحمة والخلاص. أعاود الجلوس على الكرسي وأمسك بيدك.. لم تكن باردة كجبهتك .. ضغطت عليها في محاولة عابثة للحصول على استجابة ما.. خفتت حدة بكائي... ثم فجأة تذكرت حلم ليلة أمس.. كنت قد حلمت أنك ترتدي سترة الجيش الخاصة بك وتقف فوق دبابة لتسمح للمتظاهرين بدخول ميدان التحرير.. كنت تبدو فتيا وفرحا في الوقت ذاته.. تفاءلت بالحلم ولم أوله أهمية خاصة وأني أحلم بك كثيرا في الفترة الأخيرة ونزلت إلى مقر عملي الذي فصلت منه تعسفياً بسبب مشاركتي في المظاهرات للحصول على مستحقاتي واستكمال الإجراءات. مر الحلم في خاطري سريعا قبل أن يرن الهاتف ويأتيني صوت أمي المنهار يخبرني أنك فارقت الحياة.. وهأنا بعد نصف ساعة أقف في غرفتك.. أفكر في تفاصيل الحلم وأنا أدرك في قرارة نفسي أنني لست حزينة عليك قدر ما أنا حزينة على فراقك.. أنظر إلى وجهك مرة أخرى فاراه رائقا خاليا من تجاعيد الألم.. أفكر بثقة قاطعة انك حتما في مكان أفضل.. وأدرك يقيناً أنك لم ترحل عنا بل رحلت عن جسد أنهكه مرض شرس..

عمي.. أشوف وشك بخير