Tuesday, December 13, 2011

متعة



تحرمني من متعة الكتابة عنك كي يظل ما في قلبي لك .. لك وحدك
وكي تظل الحميمية بيننا .. نبيذاً معتقاً نرتشفه سوياً بعيداً عن أعين الطامعين في خمر المحبة
وكي لا أبوح بأسرار تاريخ وأماكن نعيد استكشافها معاً
وكي تظل أنت أماني وأبقى أنا سرك

Sunday, September 11, 2011

تصالح

لم يعد البوح مهماً .. ولهذا لن أحدثها عن المسافات التي بت أضعها بيني وبين ما ومن هو مألوف بالنسبة لي... سأصالح نفسي بإقناعها أن عالمي الذي بات في أعمق نقطة مني سيكون بأمان هناك.. لا شيء يبقى على حاله .. هي على وشك اكتشاف ذلك .. ربما بأقسى الطرق.. التوقعات لم تعد لعبتي المفضلة .. صدقيني لست مهتمة بأن أرتدي مسوح الملل لأضفي على نفسي لمسة من الغموض والتعقيد الزائفين .. أنا فقط لم أعد مهتمة بأن آخذكِ إلى هناك.. لم أعد أعبأ بالدخول في سباقات وهمية كي أشعر بالرضى.. الحقيقة أن الوقوف حيث أنا فقط هو ما يجعلني آكثر اطمئناناً الآن.. أتفهم مع سماعاتي أكثر من أي كان.. فهي ليست متطلبة ولا تشعرني باستبدادي تجاهها عندما أطلب منها أن تصب في أذني ما أشاء من الألحان.. موسيقاي تفهمني دون كلام.. تستجيب لحزني كما تتمايل مع بهجتي.. لا تقلقي.. سيكون الأمر بمثابة لدغة.. ستنزعجين برهة ثم ستنسين الأمر تماماً.. أما أنا فسأحمل حقيبتي منفصلة عن تربتي لشهور مقبلة.. أكلل خلالها بنجاح انسلاخاً عن تفاصيل تخصني وأخرى مشتبكة مع آخرين.. ربما نلتقي في إحدى المناسبات فنضحك على سذاجتنا بينما نحتسي زجاجتين من البيرة نقرعهما في مرح احتفاء بقطع طائشة من الألماس

Tuesday, August 30, 2011

حكمة العدد

أصبح الاحتفاء.. بالاختفاء
والانتصار.. بالانتزاع
والتباهي..بالتوحد
والتوجع..بالارتداء
والتخوف ...طي الكتمان
والابتهاج.. قدر الاحتياج

أصبحت الزجاجة دون عنق
والانسلاخ هو شعار المرحلة

Wednesday, July 27, 2011

جمال العابر

بالأمس زرتني في المنام.. كنا في بلد غريبة وكنا ننزل في فندق يطل على البحر في بقعة على حافة اللانهائية.. لم تحاول حتى أن تستكشف المكان.. فقط حملت سنارة ظهرت من العدم وسرت بها نحو شرفة تطل على ممر خشبي طويل ينتهي بالبحر.. جلست على كرسي وحيد يقبع في نهاية الممر والقيت بسنارتك وأنت تحدق في العدم بصمت.. ألقيت نظرة عليك وقد تحولت إلى كتلة مظللة بفعل الشمس الحارقة قبل أن اتوجه لغرفتي..بدا الأمر اشبه بدخول لوحة سريالية.. عتبة ثم بعدها لا شيء.. كانت أخشاب الغرفة الرمادية متداعية تحتها فراغ سحيق.. كان السرير يقبع في ركن الغرفة مسنودا على أربعة أعمدة خشبية هي أرضية الغرفة الوحيدة.. على الجدار فوق السرير كانت هناك لوحة بدت مألوفة في البداية ثم اكتشفت وانا ادقق النظر فيها أنها لوحة لك وأنت تصطاد السمك في نفس الوضعية التي تركتك جالساً عليها.. يتملكني شعور جارف لحظتها بافتقادك.. انزل الدرجات مسرعة.. تبدو قاعة الاستقبال مختلفة عما رأيتها صباحاً .. لا استطيع تحديد سبب الاختلاف.. الوقت ليل الآن لكن القمر برتقالي كامل الاستدارة.. أخرج للشرفة بحثاً عنك فاجدك اختفيت.. يخبرني موظف الاستقبال انك ذهبت لشراء طابع بريد.. اضحك بشكل هستيري من عبثية الموقف.. ادرك انني ابكي وسط ضحكي عندما اشعر بالدموع على وجهي.. يهبط علي اليقين لحظتها انني لن اراك مرة أخرى .. يصاحب اليقين ذلك الادراك - الذي اصبح معتادا- بأنني احلم.. لكني هذه المرة لا استرسل مع الحلم محاولة السيطرة على معالمه بل افتح عيني فوراً .. اكتشف ان الدموع التي سالت في الحلم .. سالت أيضا في الواقع.. احاول استرجاع تفاصيل الحلم فاتذكر انني فعلياً لم أر وجهك على الإطلاق طيلة أحداثه.. استدعي صورتك في مخيلتي فتأتيني باهتة مشوشة.. لم أعد أذكر الكثير من ملامحك، استدعاء الصورة ذاته لم يكن مصحوباً بشعور معين.. رحيلك عن عالمي خرج من حيز ما هو مستحيل لما هو قائم.. أقول ذلك لنفسي وأنا امسح دموعي وانفض الحلم عني لأبدأ يوماً جديداً

Sunday, June 19, 2011

ظُلمة

لم يكن الضباب بهذه الكثافة من قبل..
لم تكن الوحدة بهذه الوطأة من قبل
لم تكن الهواجس بهذه الشراسة من قبل
لم يكن الحزن بهذه السطوة من قبل

أليس غريبا كيف يبدو الوجع طازجاً في كل مرة؟

هي أعراض ذاكرة السمك إذن، لكن الوجع لا يستمر ثلاثين ثانية

Monday, May 23, 2011

عسكر عسكر في كل مكان.. صحراء كان أم بستان

في البدء كانت التحية

بدا الأمر وكأنه مشهد الذروة في مسرحية مبتذلة لمحمد صبحي.. المكان.. قهوة البورصة بوسط البلد.. الزمان.. الساعة الواحدة ظهراً يوم الثاني عشر من فبراير .. يرتفع صوت اللواء محسن الفنجري من شاشة التلفاز وهو يردد الكلمات التالية

ينفجر الحضور بالبكاء والتصفيق.. الكل يبدو متأثرا .. ترتفع الهتافات عبر المقهى "الجيش والشعب إيد واحدة". ينسدل الستار.. الكل يبدو سعيدا.. أراقب الحضور وكلمات معينة ترن في أذني " وبصدور قرار رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك بتخليه عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد". أميل على اذن صديقي لأقول له "هي الناس دي ناوية تبتزنا عاطفياً ولا إيه؟" ينظر إلي بوجه خال من التعبيرات ولا يرد....

يا فرحة ما تمت
لم يستمر شهر العسل بين المجلس العسكري والشعب طويلاً بل إن كلمة "شهر" هنا تبدو ضربا من المبالغة.. ففي السادس والعشرين من فبراير حدثت أول وقيعة بين الجيش والشعب في بيت الثوار (ميدان التحرير).

اقرأ هنا شهادة نوارة نجم عما حدث في السادس والعشرين من فبراير

وشاهد أيضا هذا الفيديو لصورة حية من المواجهة بين جيش مدجج بالسلاح ومتظاهرين عزل تماماً لا يملكون سوى أصواتهم


لكن لأن الزيجة كانت لاتزال في بدايتها.. والجيش كان "الفرخة بالكشك" التي يحبها الجميع. كان من الطبيعي أن يبتلع الكل هذا الاعتذار المائع من المجلس العسكري

المجلس العسكري حرص في خاتمة البيان على التأكيد بأن التعدي على "أبناء الثورة" لن يتكرر لكن لأن "اللي فيه داء ميبطلوش".....

تسعة مارس وأبريل

المكان .. ميدان التحرير.. الزمان: التاسع من مارس وأبريل 2011... الدافع: مثل الزوج الحمش الذي يبرر ضربه لزوجته بأنها "ناشز عايزة تأديب" برر المجلس العسكري الحاكم لجوء قواته للقوة المفرطة من ضرب مكثف للأعيرة النارية الحية في الهواء والتعامل بخشونة مع المعتصمين في ميدان التحرير بأنهم مجموعة من "البلطجية والشواذ والعاهرات ومدمني المخدرات" الذين لم يجدوا مكاناً أفضل من ممارسة بلطجتهم وشذوذهم وعهرهم وتعاطيهم من ميدان التحرير وفي وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الشعب المصري الذي يمر بالميدان طيلة النهار والليل.

لكن لأن الصورة تغني عن الكلام.. شاهدوا ما حدث يومي التاسع من مارس وأبريل فعلا..


طبعاً غني عن القول انه في الشهر الذي يفصل بين التاسع من مارس والتاسع من ابريل بل وحتى في الأيام التي أعقبت ذلك.. ارتكبت القوات العسكرية ما يخطر ومالا يخطر على بال من الانتهاكات بحق معتقلين.. معولة تماماً على صمت إعلامي وتجاهل شعبي على اعتبار أن من يتعرض للضرب والصعق الكهربائي هم من "البلطجية".. مش كدة؟.....


عسكر فوق.. وعسكر تحت.. إخص عليكو يا ولاد الشعب

أربعة أشهر تقريبا تمر على الزيجة "غير المباركة" ولم يعد الزوج الحمش بحاجة لارتداء أي اقنعة أو الحديث بكلام معسول..

اللواء ممدوح شاهين عن شرعية المجلس العسكري

تصريحات اللواء إسماعيل عثمان خلال لقاهء مع الإعلامية بثينة كامل

الخطاب الأول لرأس المجلس العسكري المشير طنطاوي في حفل تخريج ضباط الشرطة


ومرة أخرى اللواء محسن الفنجري والبيان رقم ثلاثة.. والحديث الذي لم ينتبه إليه أحد عن شرعية المجلس العسكري
الشعب والشعب إيد واحدة
لماذا؟ لانه لا شرعية لكيان يعترف بأنه حصل على الشرعية من رئيس قامت الثورة فافقدته شرعيته.. لان الثورة كانت ولا تزال .. ثورة قام بها مدنيون.. للمطالبة بحقوقهم المدنية.. ولأن شهداء هذه الثورة لم يفنوا لاجل جنرالات مبارك...ولأن المدنيين الذين عانوا الامرين في الشوارع على مدى 18 يوما في ظل صمت بل وتواطؤ عسكري... يستحقون بالتأكيد من هم أفضل من جنرالات مبارك .

Monday, April 25, 2011

النحت في الزمن

في إحدى الصباحات خرج المخرج الروسي اندريه تاركوفسكي بصحبة السيناريست الإيطالي تونينيو جويرا والمخرج الإيطالي ميكالينجلو انطونيوني لاستكشاف أحد مواقع التصوير في اوزبكستان استعداداً لتصوير أحد أفلام أنطونيوني. في الطريق مر بهم ثلاثة شيوخ مسلمين التقط انطونيوني لهم صورة بكاميرته البولارويد وأراها لهم. حدق فيها أحد الشيوخ بذهول قائلا: لماذا توقف الزمن؟ تأمل تاركوفسكي في السؤال فخرج بنظريته النحت في الزمن.. تلك التكة التي تصدر عن عدسة الكاميرا وهي تنفتح وتنغلق لتوقف الزمن تماماً عند لحظة بعينها.. تكثفها.. تحملها من مشاعر المصور وانفعالاته.. ترسلها إلى مُستقبِل قد يتأملها فتعيد تشكيل خريطة ذاكرته ليجد أن حياته ربما تكون قد تغيرت للأبد.
---------------------------------
أعشق التصوير واعتبره فعل "الالتقاط" المطلق وأعي أثناء مراقبتي لغروب الشمس من جبل الموتى في واحة سيوة أنني في عدة ايام، كنت -بشكل او بآخر- انحت زمني الخاص.

Friday, March 11, 2011

The Road to Atfeeh


Getting off the Subway in the governorate of Helwan, I had no idea what to expect on my way to the Village of Soul in Atfeeh, where a Christian Church had been demolished by Muslims a couple of days ago. I had agreed with some friends and tweeps to meet in Downtown, then split ourselves and head to sectarian strife zone; mainly Atfeeh, Mokattam and Mansheyet Naser. I created an event on Facebook, which 93 people said they were attending. After waiting for almost two hours, only 3 people showed up and all are my friends. And when we decided to move, only two joined me: Mohammed Moustafa (Uoso) and Heba Naguib. We took the subway to Helwan and from there; we took a cab to Atfeeh. Luckily for us, the cab driver was a resident of Soul and knew the head of the village. We asked him to stay with us and be our guide till the end of the trip. After about an hour, we arrived to the village, surrounded by the curious residents and by-passers. What my friends and I noted is that almost every Muslim woman who passed by us wore Niqab. Anyways, It didn’t take us long to arrive at the house of Sheikh Ali Abu Soliman, Head of the village. The man was welcoming and offered us cold beverages. What he told us about what happened was the following: It all started after January 25th, when it was discovered that a Christian Man and a Muslim Woman were engaged in a relationship. He said a similar case in the village about 8 months ago was settled between the families of the man and woman. He asserted that both the Christian man and Muslim woman were of low standard and that if this happened in his family, he would’ve killed his daughter and kicked the man out. But what happened was that a group of Muslims went to the Christian Man’s house and burnt his car. The man, naturally fearing for his life, fled the village the next morning and has not been found up till now. Meanwhile, The Muslim youth, who perceived the Muslim Woman’s family reaction as lenient, went to her place and an exchange of gunfire occurred between them and the woman’s father and cousin. Both these men died and one other sustained injury. We told the Sheikh that how come they brought down the church if it was a fight amongst Muslims. He told me that Muslims blamed the Christians for what had happened in the first place and they held feelings of deep hatred against the Church, which he said was the stage for Works of witchcraft and wizardry. He supported his argument by telling us that there is a known Christian Wizard by the Name of Milad Ragheb who lived right across the church and that when the Church was demolished people found documents inside the church with names of all Muslims in the village and their families. He asserted that this list was designed to target Muslim Individuals with witchcraft and wizardry. He also assured us that no Christian was harmed and that the Muslim Elders did try to stop the youth from demolishing the church but they were outnumbered. He concluded that the incident was not sectarian as Muslims had no problems with Christians and were in fact coexisting harmoniously with them, but they did have a big issue with the Church existence in the light what was –allegedly- going on inside it. With that we left Sheikh Ali and went down the road to the Church. Upon arriving there , we found one tank blocking the road and then over 20 soldiers at the entrance of the street leading the Church. They asked us who we are, and the cab driver told them we are correspondents from Mehwar TV. One of them told us to Escort him and we then moved to a Big house full of Army Personnel. They asked us for ID to prove that we work for Mehwar and I told them that Cab driver said so to let us but we don’t work for Al Mehwar, we are just people who want to know what happened and deliver a clear picture to the people in Cairo. Besides some interesting debates with Army officers about what happened in Tahrir, which I will go through later, what was strange is that we were then introduced to the Colonel of the Army Unit in the Village who then introduced us to a man wearing civilian clothes and said his name was Yehia. He had a deep voice and I suspected that he is a State Security Officer. What deepened this suspicion was that both the Colonel and this Yehia were trying to convince me that everything the Sheikh told was true and that there is no Sectarian division between Muslims and Christians. We insisted on meeting a Christian family just to complete the picture and they asked one of the residents to escort us to the House of Kama Youssef. When we arrived there, Kamal was not present and his wife let me and Heba in while Uoso and Alaa the cab driver stayed outside. She called Kamal and asked him to come, which took less than Ten Minutes. Far from being welcoming, the man was furious because of our presence and literally kicked us out of his place saying that he didn’t want any trouble. One of his Cousins, named Sami Shaaban invited us to his place to tell us his story. Sami said that he’s a well-educated man, who has a degree in Psychology. What he said was the following: regarding the man and woman, he told us a similar story as to that of Sheikh Ali except he added that both were married and that they were from well-known families. He adamantly denied the accusation of the Church being used as a Hub for Wizardry but did confirm that a Christian wizard named Milad Ragheb lived right across the Church. He told us that Milad has hidden these documents inside the church and that the church was not associated with these documents whatsoever. He kept stressing national unity and role Christians played throughout history in support of Islam and he cited the Quran a lot to support his argument. In the end he told us that people who were demonstrating in front of Maspero (Television and Radio Building) were doing so because they felt that their words are being edited and misconstrued to convey other meanings, and he criticized the Egyptian TV for lack of accuracy.

We left Sami and his family with a promise that we will try to deliver the whole picture so that more people can read for themselves the accounts of what has happened.






Sheikh Ali Abo Soliman Head of the Village

Female Peasant Statue at the Entrance of the Village of Soul

Monday, March 7, 2011

جمعة شرف.. خزي لاظوغلي.. واسبوع أسود

مازلت أحاول استيعاب ما حدث في الايام التي أعقبت جمعة المطالبة بحل أمن الدولة ونزول رئيس الوزراء المكلف عصام شرف إلى الشوارع. بشكل شخصي كنت أكثر من راضية عن تلك الجمعة حيث غلب على التجمع في ميدان التحرير الطابع الجدي والتركيز على المطالب بالمقارنة مع جمعات أخرى أخذت طابعاً احتفاليا. كنت سعيدة أيضا لاني كنت في موقع يسمح لي برؤية ما يحدث بشكل جيد وإيصال صورة جيدة لمعالم اليوم عن طريق موقع التواصل الاجتماعي تويتر. مع انتهاء اليوم كنت قد قررت بان أعلق مشاركتي في أي اعتصام في الميدان لمدة اسبوع لأمنح حكومة عصام شرف فرصة لاتخاذ تحركات ملموسة لتنفيذ مطالب الثورة. عدت إلى منزلي في المساء لأفاجأ بالأنباء المتعلقة بإحراق ملفات أمن الدولة في منطقة الفراعنة في الاسكندرية. ثم في الصباح بدأت العملية ذاتها في مقر أمن الدولة في السادس من اكتوبر ومدينة نصر. بحكم سكني القريب من مدينة نصر توجهت إلى هناك لأتابع ما يحدث. وصلت في الرابعة لأجد قرابة ثلاثمئة شخص يهتفون ضد أمن الدولة هناك. ظللنا هناك حتى الساعة السادسة قبل أن يبدأ الاقتحام. في البداية حاول الجيش أن يمنعنا من الدخول قبل أن يستسلم لضغط العدد الذي ارتفع إلى قرابة ألف وخمسمئة. في البداية اقتحمنا المبنى الرئيسي حتى وصلنا إلى مكتب حبيب العادلي. نظرة واحدة على هذا المكان ستنبئك بأين تذهب أموال مصر المهدرة.. مكان هو أقرب لغرفة في برج خليفة منه إلى مكتب رئيس جهاز أمن الدولة .. المهم خرجنا من المكتب وتجولنا في المكان بحثا عن وثائق وعن أي دلائل على وجود سجناء. طبيعة المكان المعقدة وتصميمه الدهاليزي كانت تعوقنا وكنا بحاجة لخريطة لتصميم المكان حتى نستطيع التحرك فيه بشكل منظم. أكثر ما أُثار دهشتي هو موقف الجيش المتناقض الذي حاول بكل قوة أن يردعنا عن الدخول في البداية ثم أبدى تعاونا غير مفهوم معنا بعد ذلك لدرجة ان ضابطا في الجيش صعد معي إلى الدور الثالث في احدى المباني الملحقة وكسر كل الابواب امامي وقال لي "صوري براحتك" وقد كان بالفعل. التقطت صورا لكل شيء بدءا من ملفات وحتى أدوات تعذيب!! المهم أن العملية انتهت بنجاح مع وصول فريق من النيابة العامة للتحفظ على الوثائق ونقلها إلى النيابة العامة. ذهبت مع أصدقائي بعد ذلك إلى مقهى قريب تملأنا نشوة الانتصار على أحد أهم معاقل أمن الدولة في مصر . اتفقنا على اللقاء في لاظوغلي في اليوم التالي حيث ابلغني مالك مصطفى بوجود تحرك مماثل مزمع هناك. بثقة المنتصر أو ربما بغروره كنا نتصور أن الأمر في لاظوغلي سيكون سهلا مثلما كان في مدينة نصر.لكن كما يقول الدكتور رفعت اسماعيل: كنت ساذجاً

بدأ اليوم بتجمع لعدد محدود يقارب ثلاثين شخصا في ميدان لاظوغلي القريب من شارع القصر العيني. كنت قد شاهدت قبلها ثلاث سيارات تتبع الامن المركزي وهي تغادر المنطقة محملة بالجنود والضباط وربما الوثائق تحت إشراف الجيش وعندما قمت بتصويرها اقترب مني ضابط ومجند في الجيش وبدآ في التحرش بي طالبين مني الكاميرا. رفضت بقوة وسرت مبتعدة عنهم بسرعة. المهم مع اقتراب العدد من مئة شخص بدأنا التحرك صوب مبنى أمن الدولة. كانت الخطة هي ان ننتظر حتى يصبح عددنا كبيرا ثم ندخل المبنى. استمر الحال هكذا قرابة خمس ساعات من المفاوضات العبثية مع الجيش من أجل السماح لنا بالدخول وادعاءه بأنه سمح بالفعل لعشرة أشخاص بالدخول - بدون تنسيق مع أي من الواقفين ودون معرفة لمن هم الذين دخلوا - خلال الساعات الخمس كان واضحا أننا مخترقون من قبل أفراد من امن الدولة .. من سعوا لتهييج الناس ضد الجيش ومن قابلونا باقذع الألفاظ. عند السادسة كنا قد اتفقنا مع الجيش على الدخول في مجموعات من عشرة أفراد قبل أن نفاجأ بمجموعة بدأت في سحب المتاريس من أمام دبابات الجيش في محاولة للاقتحام. اعقب ذلك اطلاق نار كثيف من الجيش وظهور مفاجيء لعدد من البلطجية من ميدان لاظوغلي وهم يرشقون الناس بالحجارة والمولوتوف. صاحب ذلك تقدم أفراد من الجيش نحو المتظاهرين الامر الذي اجبر البعض على التراجع والبعض الاخر ومنهم انا وعزة مغازي وهبة نجيب إلى الدخول في مبنى مجاور للاحتماء به. بعد دقائق فتحت بوابة المبنى لاستطلع الوضع فرأيت اثنين من مجندي الجيش يتجهان نحوي ويحملان هراوات ويصيحان بحدة.. ادخلي جوة.. ادخلي جوة.. سألته هتضربني.. قبل أن أفاجأ بيد تجذبني داخل المبنى واخرى تغلق الباب. ظللنا هناك نحو عشرين دقيقة قبل ان يفتح الباب ويدخل منه سبعة من أفراد الجيش اخذوا يخاطبوننا بعصبية ويتهموننا باننا السبب في سقوط مجند من صفوفهم. سيدة حاولت الحديث معهم فقال لها احدهم" ** أمك". كنت اهم بالرد عليه لولا ان دخل ضابط شاب يبدو عليه له الهدوء اخبرنا بانه سيتم اخراجنا في صفين نساء ورجالا .. قلت له يا ريت انت تتكلم معانا لان الباقي عصبيين واللي وراك ده شتم الست دي بلفظ بذيء. كاد المجند البذيء يهاجمني لولا ان تصدى له الضابط وامره بالخروج .. تجمعنا في صفين وبدأنا بالتحرك واثناء خروجنا شاهدت خمسة مجندين يقتادون شابا كان قد انضم الينا من شبرا الخيمة ويوسعونه ضربا. حاولت ان اخبرهم بانه ليس بلطجيا لكن افراد الجيش دفعونا للامام.

طبعا لست بحاجة للقول ان اليوم انتهى بشكل قاتم. وما اعقبه من احداث كارثية بدأت بهدم كنيسة اطفيح مرورا بالاشتباكات الطائفية في المقطم والسيدة عائشة ومنشأة ناصر وانتهاء بفض اعتصام التحرير بالقوة بالاشتراك بين الجيش والبلطجية.

في الحقيقة أنا لا املك تصورا لما سيحدث بعد ذلك كما لا اريد استعداء احد ضد القوات المسلحة.. لا اريد شيئا في الحقيقة.. سأتوقف عن الكلام وسأدع الصور تتكلم.

في هذا الالبوم صور جميلة استيقظت عليها يوم جمع الشرف للمعتصمين وهم ينصبون علم مصر العملاق وسط الكعكة الحجرية

http://www.flickr.com/photos/60329285@N04/sets/72157626222180324/

في هذا الالبوم صور لبعض ما شهدناه اثناء موقعتي مدينة نصر ولاظوغلي

http://www.flickr.com/photos/60329285@N04/sets/72157626096827033/

في هذا الفيديو مشاهد لفض اعتصام التحرير من قبل الجيش

http://www.youtube.com/watch?v=sK2jNRyt_ZE&feature=player_embedded#at=19

Saturday, March 5, 2011

عناوين مقرات أمن الدولة في مصر

من أجل تحرك أكثر تنسيقا لمحاصرة مباني امن الدولة ومنع اتلاف المستندات فيها .. عملت قايمة حصر فيها عناوين لمعظم مقرات أمن الدولة في مصر .. اللي يعرف حاجة زيادة يبعتهالي وانا هحدث القايمة على اساسها

والقايمة كالتالي ..

عناوين مقرات أمن الدولة في مصر

مدينة نصر: الحي السادس و بالقرب من المدينة الجامعية بجامعة الأزهر

المعادي: خلف قسم المعادي مباشرة.

مصر القديمة: داخل مكتب شرطة السياحة في عين الصيرة

الدقي: شارع جابر بن حيان

شبرا الخيمة: بجوار المؤسسة

ستة اكتوبر: على اليسار بعد النزول من المحور

دمياط: شارع السنترال منطقة الاعصر

طنطا: شارع النادي عند الدوران

شرم الشيخ: امام بوابة السور القديم

شبين الكوم: اول طريق كفر المصيلحه بعد نادى الشرطه

المنصورة: على البحر امام كوبرى طلخا شارع البحر

سوهاج: شارع الجامعه بمدينة ناصر حى شرق الدور السابع او الثامن من مديرية امن سوهاج بجوار مبني المحافظه

الإسماعيلية: ش البلاجات بجوار بنك الاسكان و التعمير

المحلة الكبرى :اخر سور المستعمره جمب مدرسه مدينه العمال امام منشيه البكري

بورسعيد: أمن الدوله فى بورسعيد, حى الشرق, خلف شارع طرح البحر, جوار كنتاكى

السلوم : ش السلوم الرئيسى امام البنك الاهلى المصري

Monday, February 21, 2011

استمرار


الفارق بين التعقل والتخاذل .. شعرة.. لا يراها كثيرون
الثورة لا تزال مستمرة

Wednesday, February 16, 2011

رحيل


بهدوء أمد يدي لأغلق الباب وأسحب كرسيا أقربه من سريرك.. أمد يدي لأرفع الغطاء عن وجهك.. اتحسس جبينك.. جبهتك باردة رغم أنه لم يمض على موتك سوى ساعة.. أقبلها وبصوت خافت أقول لك "مع السلامة". أفقد السيطرة على نفسي وانفجر في بكاء شديد.. نعم كان موتك متوقعا ونعم كنت أدعو لك به يوميا حتى ترتاح مما أنت فيه... لكني وأنا أنظر إلى وجهك الخالي من الحياة لم أكن أتمنى سوى أن أرى الابتسامة الواهنة عليه مرة أخرى.. أن أسمع صوتك المتعثر مرة أخرى.. كان تأوهك على ما يسببه لي من وجع يذكرني أنك لا زلت على قيد الحياة.. بأنانية شديدة كنت أتمنى أن تعود للحياة لتواصل معاناتك فقط كي نراك مرة أخرى.. ناسية أنني كنت أكثر من طلب لك الرحمة والخلاص. أعاود الجلوس على الكرسي وأمسك بيدك.. لم تكن باردة كجبهتك .. ضغطت عليها في محاولة عابثة للحصول على استجابة ما.. خفتت حدة بكائي... ثم فجأة تذكرت حلم ليلة أمس.. كنت قد حلمت أنك ترتدي سترة الجيش الخاصة بك وتقف فوق دبابة لتسمح للمتظاهرين بدخول ميدان التحرير.. كنت تبدو فتيا وفرحا في الوقت ذاته.. تفاءلت بالحلم ولم أوله أهمية خاصة وأني أحلم بك كثيرا في الفترة الأخيرة ونزلت إلى مقر عملي الذي فصلت منه تعسفياً بسبب مشاركتي في المظاهرات للحصول على مستحقاتي واستكمال الإجراءات. مر الحلم في خاطري سريعا قبل أن يرن الهاتف ويأتيني صوت أمي المنهار يخبرني أنك فارقت الحياة.. وهأنا بعد نصف ساعة أقف في غرفتك.. أفكر في تفاصيل الحلم وأنا أدرك في قرارة نفسي أنني لست حزينة عليك قدر ما أنا حزينة على فراقك.. أنظر إلى وجهك مرة أخرى فاراه رائقا خاليا من تجاعيد الألم.. أفكر بثقة قاطعة انك حتما في مكان أفضل.. وأدرك يقيناً أنك لم ترحل عنا بل رحلت عن جسد أنهكه مرض شرس..

عمي.. أشوف وشك بخير







Friday, January 14, 2011

عن اليوم الأخير من العشرينات

استيقظت -في اليوم الأخير قبل أن أودع العشرينات- على صداع حاد والتهاب شرس في الجيوب الانفية.... لم أقض الليلة الماضية في أرق أفكر في العقد الثالث المقبل بل أمضيتها مع بعض الرفقة على العالم الافتراضي نلعب لعبة نحاول من خلالها "تمصير" عناونين الأفلام الأجنبية.. لم أندهش لعدم اكتراثي أو لنقل عدم تفكيري.. واندهشت لعدم اندهاشي

------------------------------------------------------

في اليوم الاخير من العشرينات هطل المطر بقوة وغزارة وأغرق شوارع القاهرة مصحوبا بدوي برق مرعب ثم وفي لمح البصر، انقشعت السحب وتسلل من خلالها نور ذهبي للشمس لم أر في مثل جماله .. لم أتعجب لتقلب الجو.. وتعجبت من روعة المشهد الكائن أمامي..





--------------------------------------------------------------
في اليوم الأخير من العشرينات، سقط نظام طاغ ظل يجثم على أنفاس بلد أخضر صغير يطل على البحر المتوسط طوال ثلاثة وعشرين عاماً. تروادني فكرة طفولية بأن "وشي حلو عليهم" تتبعها أخرى مؤنبة في شاكلة "اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع يا حلوة" ... اضحك على نفسي بينما تذكرني اللقطات التلفزيونية بأن الثورات لا تقوم على حس "الوش الحلو" ولا لأجل خاطر دور العبادة.

في اليوم الأخير من العشرينات... أنزل من عملي لأفاجأ بأن أحد إطارات سياراتي "نايم" تماماً. كنت قد نزلت مع زميل لي بعد تأخري ساعة عن ميعاد انصرافي..توجهت معه إلى اقرب محل للإطارات حيث قمنا بإصلاح الإطار. تركت السائس يقوم بمهمة تركيب الإطار بينما أسرعت للزمالك للحاق بميعاد تأخرت عنه ساعة ونصف الساعة. وأنا أقف امام مدخل العمل ألمح زملاء آخرين يستعدون لركوب سيارة أجرة.. أفاجأ بأنهم متجهون إلى المكان ذاته الذي أقصده.. أتعجب لتصاريف القدر ثم انشغل بالتقاط الصور للحظة الغروب.

في اليوم الاخير من العشرينات.. أدرك كم تغيرت وكم ظللت كما أنا.. عشرات التجارب والخبرات لم تضف شيئا قدر ما حفرت بداخلي طرقاً، سرت فيها حتى رأيت مني ما لم أكن أعرفه.. لم أصبح أكثر حكمة.. لكني اكتشفت أن لدي مخزونا وافراً من الصبر صرت استعين به لا للتغلب على مشاعر احباط كانت تأكلني أكلاً في السابق عندما لا تسير الأمور كما أريد بل لأجلس في هدوء في انتظار اللحظة المناسبة للقطف ..

في اليوم الأخير من العشرينات ..لم أصبح أكثر استبصاراً لكن بت أكثر إيماناً بان حدسي يدرك جيدا ً ما يفعله.. يفهم تدابير القدر أكثر من شكوكي وحيرتي وعدم يقيني.. ويتحرك معها بتناغم مذهل .. أسلمه قدراً أكبر من الثقة.. لكنني أترك للشك وعدم اليقين فسحة.. فهما على الأقل ما يربطاني بعشرينات سأرحل عنها بعد ساعات...

في اليوم الاخير من العشرينات.. ألقي نظرة سريعة على فتاتها.. لا تتذكر من عشريناتها سوى أعوامها الثلاثة الأخيرة التي كثفت بهجة سبع سنوات وآلامها ورمتها بين يديها.. لم ترفع يديها لتلتقف وفضلت بدلا من ذلك أن تأخذ البهجة والآلم على صدرها.. ليست نادمة.. ليست أقل حزنا.. ليست أقل فرحا.. فقط أقل انفعالاً .. ربما أكثر نضجاً لكنها بحاجة لاختبار ذلك عملياً.. في آخر أيام عشريناتها.. يسيطر عليها هدوء "مٌخدر" مصحوب بامتنان لأشياء كثيرة أهمها أن ابتسامتها لم تتغير كثيرا.








Tuesday, January 4, 2011

رسائل القمر


دائما ما يحمل لي القمر الجديد أو القمر المكتمل أحلاما غريبة وليلة أمس لم تكن استثناءا سوى في أمر واحد فقط أن القمر لم يكن فقط مصدر الأحلام الغريبة بل كان بطلها.

كنت أعرف منذ أمس أن سماء القاهرة ستشهد ظواهر نيزكية غريبة نتيجة للقمر الجديد وكسوف الشمس الذي سيحدث في برج الجدي (برج ميلادي) لكني مازلت استغرب ما حلمت به بعد ذلك.

في الحلم كنت أقف في قاعة عريضة تشبه صالة التحرير في عملي .. كانت السماء مكتظة بالنجوم عن آخرها في مشهد لم أر له مثيلا من قبل وفي منتصفها كان القمر مكتملا برتقالي اللون.. يلمع من وسطه نجم صغير. كنت أسمع في الخلفية حواراً عن هذا النجم وكيف أنه بشرى سارة لمن يراه ومن يستطع أن يلتقط صورته واضحة. اكتشفت اني أحمل كاميرتي على ظهري.. فقررت الصعود إلى السطح لالتقاط صورة أفضل.. وجدت زميلاً من العمل يعرض علي أن يصعد معي.. كان سطح المبنى غريبا.. مهدم ومظلم رغم السماء المنيرة.. تتراص به الأعمدة الخرسانية التي تبدو مثل أطلال مبنى آخر فوق السطح.. كنت أسير فوق الحجارة بينما زميلي يسبقني بعدة خطوات، نبحث فيها عن الموقع الأفضل للتصوير.. وجدته فجأة يصعد على الحافة يبتسم ويخبرني انه يرى القمر كاملاً وأن هذا هو الموقع المثالي.. أسرعت إليه.. وفجأة وبدون مقدمات تحولت الأرض من تحتي إلى بركة مياه .. سقطت فيها وانتابني في اللحظة ذاتها شعور بالفزع.. لم اكن أغرق لكني ذهلت من كيفية سقوطي في هذه البركة بينما لم يسقط فيها زميلي .. كنت أيضاً أعي أن كاميرتي التي ترقد وراء ظهري ربما تلفت بسبب المياه رغم شعوري بانها محكمة الإغلاق وبأن المياه لن تتسرب إليها بأي حال من الأحوال.. رأيت الفزع أيضا في عيني زميلي الذي كان يريد أن يساعدني على الخروج ففقد توازنه وسقط من أعلى.. صرخت باسمه وانتشلت نفسي بشكل لا أدريه من المياه.. أسرعت إلى الحافة لأجده معلق فوق تكييف بال يتدلى من المبنى.. كان بشكل غريب يبدو مستمتعاً بهذا الوضع وكأنه يركب على أرجوحة.. شعرت بالإحباط وتركته.. نظرت حولي لأجد أن الفجر بدأ يظهر.. نزلت من السطح جرياً إلى سيارتي.. كنت أسمع صوتاً بداخلي يقول لي : ملحقتيش القمر.. القمر راح خلاص.. وكنت أتجاهله.. كنت أقود سيارتي في شوارع غريبة تصطف الأشجار على جانبيها.. لم أكن أرى القمر .. لكنني رأيت صفين طويلين وجميلين للغاية من النجوم.. كانا يطلبان مني بوضوح أن أتبعهما.. رفعت كاميرتي استعداداً لالتقاط صورة.. واستيقظت من النوم


* الصورة التقطتها خلال زيارة لقرية رأس الشيطان بمحافظة البحر الأحمر