Monday, November 26, 2007

طوفان


نزيف..دماء..دوار..إغماء..صراخ..بكاء..

فجأة وبدون مقدمات، هوى البرج العاجي وهويت معه.. امتدت الأيدي بسرعة لتساعدني على النهوض.. لم أقو على النظر في أعينهم.. كفوا عن التحديق في وجهي.. لست ضعيفة.. مجرد دوار بسيط.. من تخدعين؟ الألم يرسم بأصابعه الخبيرة معالم وجهك...سحقا لكم.. كفوا عن ممارسة شفقتكم علي.. ليس سوى دوار بسيط.. ماذا؟ وجهي ليس شاحبا كالاموات بل هي الإضاءة السيئة.. نظراتك تحاول تحطيم البقية الباقية من دفاعاتي الهزيلة..إذهب إلى الجحيم!!!!! لست بحاجة لتمارس معي حنانا زائفا كي تشعر أن لوجودك معنى.. لماذا صرت بعيدا فجأة؟ معالم وجهك ترحل في صمت.. الليل يخفى لمعة عينيك.. يحتل مساحتي ببطء.. لم أستطع أن أميز قبل أن يسدل الستار إن كانت تلك ابتسامة سخرية أم مرارة..........


*****************************************

خيانة.. ألم..صدمة..صمت..


هذه المرة حبست دموعي.. لم أبك أمامك كما اعتدت دوما.. لم أضع رأسي على صدرك لأمارس احزاني على قميصك.. الأمر أبسط من ذلك.. لن أغلق على نفسي باب غرفة فبرجي ممراته واسعه..ستنساب القطرات بين حدود البلاط الصخري البارد.. لكنك لن تراها.. هذه المرة لن تراها..


******************************************


صدفة.. لقاء..لحظة..ملاك..قبلة..عناق..


في لحظة كشف سرمدية، أدركت أنك عبرت المحيط سيرا على قدميك كي تلقاني هنا.. لم تقصد أن تطرق بابي ولم أقصد أن أفتح لك.. لكن هذا ما حدث.. لم يكن صدرك نهاية الطريق لكنه للحظة كان موطني.. لم تكن شفتاي حقيقة كونية لكنك رشفت منها عبقا من روحي..وعندما حان وقت الرحيل رقصت خصلات شعرينا مع نسمات الهواء البارد.. وتلاقت أصابع اليدين في امتنان..وحين أغلقت الباب لم يحمل وجهي سوى ابتسامة ونظرة حالمة

Thursday, October 11, 2007

A Love Letter


Dearest..
Do you know how much in love with you I am? Did I trip? Did I stumble - lose my balance, graze my knee, graze my heart? I know I'm in love when I see you. I know when I long to see you, I'm on fire. Not a muscle has moved. Leaves hang unruffled by any breeze. The air is still. I have fallen in love without taking a step. You are all wrong for me and I know it, but I can no longer care for my thoughts unless they are thoughts of you. When I am close to you, I feel your hair brush my cheek when it does not. I look away from you sometimes, then I look back. When I tie my shoes, when I peel an orange, when I drive my car, when I lie down each night without you, I remain.. Yours

From the Novel "the Love Letter" by Catheline Schine

Thursday, October 4, 2007

نعمة الاستغناء

قبل نحو عام قررت أن علاقتي بها وصلت لطريق مسدود.. لثماني سنوات كنت أدعوها صديقتي الحميمة... لثماني سنوات سرنا بهذه السيارة عبر نفق طويل قبل أن أدرك أنني كنت أقود السيارة وحدي وأنها اكتفت بالاستلقاء على المقعد الخلفي غير عابئة بشيء.. تصورت أن الانفصال سيكون مؤلما لذا كانت دهشتي شديدة عندما تنهدت بارتياح وأنا أراها تغادر المطعم الذي تناولنا فيه آخر وجبة غداء معا ...
-------------------------------------------------------------------
اليوم فقط واتتني الجرأة على أن أقوم بما كنت أريد القيام به منذ فترة طويلة.. اليوم فقط حسمت أمري وقمت بإبطال حسابي على موقع فيسبوك.. ليس هربا أو مللا .. وربما أعيد تفعيل هذا الحساب مرة اخرى في يوما ما ..
ليس سهلا هدم كيان استغرق بناؤه شهورا أو حتى أعوام .. لكن في بعض الاحيان يكون الاستغناء نعمة والهدم راحة والتخلي تحرر
-------------------------------------------------------------------
تحديث.. قمت بإعادة تفعيل حسابي في فيسبوك بعد إلحاح من بعض الاصدقاء.. لكن مسألة الاستغناء ستظل دائما واردة..

Wednesday, September 19, 2007

الحياة بين ضفتي دينين 2


صعد درجات السلم بحذر شديد.. كانت الأرض زلقة لكنه لم يكن يخشى على نفسه بقدر ما كان يخشى على الطفلة التي بين ذراعيه.. تأكد مرة أخرى من أنها مدثرة بإحكام فقد كان البرد قارصا..كانت ضربات قلبه تسابقه.. ترى هل من الحكمة القيام بذلك؟ ماذا سيكون رد فعلهم؟ هل كان بنبغي أن يخبرها أولا.. آلاف الافكار تتصارع في رأسه.. لكن قدميه لم تكونا على القدر ذاته من التردد.. كانتا تصعدان به بما يشبه القصور الذاتي إلى حيث منزل أسرتها.. للمرة الأولى منذ تقدم لخطبتها ورفض سيذهب للقياهما.. سيخبرهما بأنهما صارا جدا وجدة.. وأن حفيدتهما التي تنعم بالدفء الآن بين ذراعيه اتمت الشهر السادس من عمرها.. هاهو الباب.. إنه يقترب .. لا مجال للتراجع الآن.. خطوتان تفصله عن جرس الباب.. يمسك بي بقوة بيد ثم يمد يده الأخرى يضغط جرس الباب.. مرت اللحظات وكأنها دهر أو ربما بسرعة البرق... لا يذكر.. المهم أن الباب فجأة انفتح على وجه جدتي المصدوم.. كانت قصيرة القامة لذا كان أول ما وقع عليه نظرها هو أنا...ظلت تحملق لثواني ثم

تيتة: بنتها؟

هو: أيوة

لحظة صمت أخرى غير مريحة ثم بدأت تفسح له الطريق... خطا إلى الداخل متوقعا أن يجد جدي في الردهة لكنه لم يكن.. لا يعلم لماذا تنفس الصعداء.. ربما كان يريد تأجيل لحظة المواجهة لأطول فترة ممكنة .. لكن راحته لم تكتمل.. فقد انزاح الستار الذي يفصل بين الردهة والرواق ليكشف عن هذا العملاق العريض المنكبين .. في البداية نظر له ولم يتعرف عليه .. ثم التمعت عيناه عندما أدرك من هو.. ما هذا الالم .. إلهي لا تدعني أسقط الآن.. ليس أمامه.. تمالك نفسك .. الآن توجه بهدوء وصافحه.. التقط أبي اليد الممدودة بحذر .. لم يضع عيناه في الأرض بل ثبتها في وجه الناظر إليه.. لحظة صمت أخرى غير مريحة.. ثم انتبه جدي إلى الكائن الصغير داخل اللحاف الوردي..


هو (لي في زمن آخر) : النظرة اللي كانت في عينيه ساعتها كانت غريبة.. كان فرحان وزعلان.. دموع وابتسامة.. كان فعلا في حالة مش طبيعية أول ما شافك

مد يده ولمس حواف اللحاف ثم بدأ يسحبني برفق إلى أن انتهيت بين ذراعيه.. ظل ينظر لي لحظات ثم طبع قبلة على جبيني

-----------------------------------------------------------


بعد ذلك اليوم المشهود بعام توفي جدي .. جدتي بدأت تتقبل الأمر الواقع شيئا فشيئا.. إلى أن تعلمت كيف تحبه..فلم يعد يهمها إلى أي دين ينتمي.. حتى شقيقات أمي .. سلمن بأن ما حدث حدث بل إن إحداهن عندما عادت إلى مصر بعد غياب طويل وزارتنا أقرت بأنها لم تشعربالحب إلا في بيتنا.. الشخص الوحيد الذي فشل في تقبل هذا الواقع كان الخال.. ولا أدري إن كانت مفارقة مقصودة أن يكون هذا الشخص تعيسا للغاية في حياته الزوجية.. لا يهم

--------------------------------------------------------------------------


كل ذلك لا يعني أن حياتهما كانت سهلة فالطريق حتما لم يكن ممهدا .. بل على العكس كان مليئا بالمنحنيات الوعرة..فمن صعوبات مادية ومشاكل في العمل.. إلى أعباء تربية ثلاثة أطفال ..وغيرها من المشاكل الكفيلة بقصم ظهر أي أسرة عادية.. لكننا لم نكن يوما أسرة عادية ولا هما كانا يوما شخصين عاديين..

----------------------------------------------------------------------


لم يكن الدين أبدا عائقا أو مشكلة.. أمي كانت تحضر شيخا لي وأنا في السادسة من عمري ليعلمني الخط وحفظ القرآن.. تحرص دوما على أن تشجعنا في دراسة الدين.. وعلى أن تصوم معنا على الاقل أول أسبوع في رمضان.. بل إني عندما طلبت منها أن أقرأ الانجيل وأنا في السابعة عشرة من عمري رفضت وقالت لي "لما تبقي تعرفي دينك كويس إبقي إقري في دين تاني"


----------------------------------------------------------------

بالنسبة لنا أو بالنسبة لي على الأقل كانت مسيحيتها جزء من تميزها فهي ليست من أولئك الذين يدعون التدين.. بل هي مؤمنة حقة .. تؤمن

بإلهها وتحبه حقا لا إدعاء أو خوفا..

وبعيدا عن كل ذلك .. فهي في نظرنا نحن الثلاثة .. ماما بكل روعتها وبهائها ..


-------------------------------------------


بالنسبة لنا كان دائما صديقا .. بقدرته الخارقة على النفاذ إلى النفوس، كان قادرا على قراءتنا بسهولة.. وبالتالي كان يعرف المدخل إلى كل واحد منا .. اكتشف بسهولة حب أخي للصيد فكان يصطحبه معه في جولات أسبوعية... مفتاح اختي كان في تدليلها بالقدر الكافي دون إفسادها بحكم كونها آخر العنقود.. أما مفتاحي أنا فكان الاكثر سهولة والاكثر صعوبة أيضا .. فانا أشبهه إلى حد بعيد.. أفكر بشكل مشابه لكني مثله أيضا متمردة.. ومثله أيضا شرسة الطباع.. لذا لم يكن ترويضي واكتساب صداقتي مهمة سهلة..

ربما أحكي عن ذلك في تدوينة أخرى لكن للآن هذا يكفي

Wednesday, August 1, 2007

الحياة بين ضفتي دينين 1


قبل قراءة هذه التدوينة أنصحكم بالنظر جيدا إلى الصورة..

هل نظرتم جيدا .. حسنا الآن دعوني أعرفكم عليهما


هو.. رجل مسلم اشتراكي التوجه.. سياسي من الدرجة الأولى .. وخبير نفسي لا يشق له غبار

في بيتنا نقول له.. بابا


هي.. فتاة مسيحية متدينة .. ذات ميول اشتراكية..نقية .. قوية الشخصية وتتمتع بذكاء فطري لا يضاهى

جرت على العادة على أن نناديها .. ماما


كان اللقاء الاول عاديا للغاية .. كان هو يعلق واحدا من مقالاته اللاذعة على أحد حوائط الكلية وفي نفس اللحظة كانت هي تدخل من باب الكلية مع صديقة لها .. لاحظت على الفور تجمع الشباب والفتيات حول ذلك الجدار لقراءة المقال .. ذهبت مع صديقتها وانضمت للمتجمعين قرأت المقال مرة وثانية وثالثة.. لا أذكر بالضبط ما كان مضمونه لكنه لفت انتباهها فسألت عن كاتبه..

هي .. مين و .ك ؟

فسمعت صوتا عميقا من خلفها يقول.. أنا يا فندم

هي (لي)متصورتش خالص إن كاتب المقال الخطير ده هو الشاب الممصوص الرفيع اللي ناكش شعره واللي واقف قدامي دلوقتي

هو (لي أيضا في مناسبة أخرى) : أول ما شفتها جه في بالي خاطر غريب جدا بيقولي .. البنت دي هتبقى مراتك

طبعا لم تحدث الشرارة منذ اللحظة الأولى .. بل على النقيض تماما .. تطلب الأمر أربع سنوات خاضا خلالها الكثير وتوطدت الصداقة بينهما أكثر فأكثر حتى عندما جاءت اللحظة لم يكن هناك مجال للتردد أو التفكير مرتين.. طبعا لست بحاجة للقول إن العلاقة كانت مثار جدل لأسباب كثيرة على رأسها طبعا مسألة اختلاف الدين.. عائلته لم تجد صعوبة في الوقوع في حبها والترحيب بها .. عائلتها بالطبع لم توافق فبالنسبة لفتاة مسيحية .. الزواج خارج الكنيسة غير معترف به .. لكن الحب كان أقوى من كل شيء وأمام تصميمهما القوي لم يملك الجميع سوى الإذعان .. ربما كانت محظوظة لانها ابنة عائلة متحضرة للغاية لكنها أيضا صاحبة إرادة حديدية لا تقهر .. أذعن الجميع لكنهم راهنوا على فشل التجربة .. لن تصمدا أمام اختلاف الدين .. أبناؤكما سيعانيان من هذا الانقسام .. ستنفصلان في نهاية المطاف

والآن وبعد 30 عاما.. هذه صورتهما تشي بأكثر من ابتسامتين .. تشي بتاريخ مشحون بحب تغلب على كل العوائق وأثبت أن الحياة بين ضفتي دينين ربما ستكون تجربة ثرية وفريدة من نوعها


وللحديث بقية..

Saturday, July 14, 2007

اللحظة




"عيش اللحظة"
ليست عيش لحظة دون آل التعريف
بل عيش "اللحظة"
التعريف هنا يعطي الكلمة روحا وقواما
يسبغ عليها تداعيات
يمنحها تفردا وخصوصية
ويعطي صاحبها حق ملكية تامة ليس
لأحد أن يشاركه فيها إذا أراد ذلك

بالنسبة لي اللحظة تحدث
عندما يغمرني سلام داخلي
وأنا أجلس على شاطئي المفضل
بينما صوت الكمان ينسكب داخل أذني
عندما أنسى نفسي لأجدني أمامي
عندما تصبح لدموعي حلاوة السكر
عندما أسمع ثورة البحر في صمته
عندما يعتري الشحوب الشمس
عندما يفقد العالم معناه
ويصبح العبث كل المنطق

تلك هي لحظتي
التي لم أعشها منذ فترة
والتي الآن افتقدها

Tuesday, June 26, 2007

مقدمات


كانت كل العلامات تشير إلى ذلك

بداية من الحلم المزعج

ثم الحادث الذي وقع أمام عيني

وتلك الانقباضة في صدري

كلها علامات تقول لي أن الدور حان علي

لذا عندما صدمت بسيارتي ذلك الرجل

انتباني الفزع لكنني لم أصدم كلية

الانقباضة زالت وقلبي عاد يخفق بمعدله الطبيعي

حتى عندما تم اقتيادي إلى القسم

وحتى عندما عرضت على النيابة بعد سبع ساعات شاقة

وحتى عندما اكتشفت أنني الضحية ولست المذنبة

وأن الشخص الذي صدمته له سوابق في إلقاء نفسه على سيارات الناس لابتزازهم

لم اهتم .. فقد ولى الأمر السيء الذي كانت اترقب حدوثه وبت قادرة على التنفس من جديد


ربما أروي التجربة بالتفصيل في تدوينة أخرى

لكني الآن بحاجة لأن أغمض عيني

وأخلد في نوم عميق

Sunday, June 17, 2007

تفاصيل


في خضم تلاحق الأحداث في حياتي

أجد نفسي احن للتفاصيل الصغيرة

تلك اللمحات التي ربما تحدث في لمح البصر لكن أثرها يظل باقيا طيلة اليوم

ترسم ابتسامة على وجهي

تجعل عينيي تلتمعان بينما أشرد بذهني إلى وادي الذكريات

ربما دمعة او اثنتين

ربما ضحكة من القلب

النظر في عيون الناس

تلك الرغبة القوية في محو الكآبة من على وجوههم

والتي أجدها الآن تنعكس على ملامحي

المرح بات قناعا ..قشرة

تتساقط اطرافها يوما بعد يوم

الملل بدأ يكشر عن أنيابه

والصخب يملأ رئتي

أليس ذلك غريبا .. أن يمتزج الصخب بالملل ؟ أن يتحد الزحام مع الخواء ؟

أن تطغى عليك مشاكلك بينما الفراغ ينخر في عظامك؟

لا مجال للتنفس

لا توجد كلمات أخرى لوصف تلك الحالة

لا مجال للتنفس

للانتباه لتلك المنمنات التي كانت تصنع كل الفارق

لم تعد تلك السحابة المزغبة بالقرفة والتي تعلو قهوتي تستهويني

لم تعد تلك الصحفات الصفراء القديمة تشدني

حتى الكلام بات ينتزع انتزاعا

المشاعر أصبحت محايدة .. ليست حزنا ولا خوفا ولا فرحة ولا لهفة

فقط ذلك الاحساس الخامل بالركود

وعدم الرغبة في فعل أي شيء

أحاول أن أمد يدي لأصفع نفسي

أن أحملها على الاهتمام من جديد بتلك اللحظات البسيطة

لكن الاثقال تشدها إلى الارض

وتشدني معها

ربما استغرق فترة حتى أقوى على النهوض

لكني اليوم لن أنزل من عليائي

لاني أقبع في أسفل الدرك

Wednesday, April 11, 2007

اليوم فقط




أدركت إنني لم أطو صفحتك رغم مرور ثلاثة أعوام.


اليوم فقط أحسست كم باتت حياتي فارغة من بعدك


رغم أنني من أقفل الباب في وجهك


اليوم فقط أدركت أنه رغم أنك لم تكن حب حياتي


فقد كنت علامة فارقة


كنت هناك ولم يكن شيء


والآن غادرت ولم يعد شيء


لكني اليوم ايضا أدركت


إنني سأغلق نافذتي


ولن أنتظر بعد اليوم


شيئا يشبهك

Monday, March 19, 2007

أبحث عني


أبحث عني

وسط غياهب ظلماتي

في صندوق ذكرياتي

بين ممرات أسراري

أبحث عني

************

أبحث عني

في حقيبة سفر مقفرة

في رحم أم هائمة

في دهاليز زمن مضى

وزمن سياتي

***********

وخلف الأسوار الضبابية

ألمحني

وجه باهت

ملامح مبهمة

أركض نحوي

اتلهف لاحتضاني


لكني حين أصل إلي

لا أجدني

وأعود من جديد

للبحث عني

في حقيبة سفر مقفرة

في رحم أم هائمة

في دهاليز زمن مضي

وزمن سيأتي

Sunday, March 11, 2007

!!!مزبلة سيد درويش

طبعا لم نكن نعرف..كيف كان لنا أن نعرف..لم تكن هناك أي مقدمات على أن اليوم سيأخذ هذا المنحى غير المتوقع . ذلك اليوم الحالم الذي بدأ عندما استيقظنا في حالة انتعاش بعد سهرة رائعة على كورنيش اسكندرية أمام محطة الرمل حتى الساعة الثالثة صباحا. لم نكن قد نمنا سوى أربع ساعات فقط لكنها كانت – بالنسبة لي على الأقل- أكثر من كافية. أفطرنا في الفندق واتفقنا على أننا اليوم سنتجول في منطقة بحري ثم سنزور القلعة. قررنا أن نبدأ جولتنا من محطة الرمل ثم نزولا إلى الأنفوشي والمنشية وراس التين. وهكذا خرجنا من الفندق وقررنا التوجه إلى شارع صفية زغلول حتى الآن كل شيء يمضي على ما يرام…الهواء منعش. البحر رائق المزاج.. وكذا كنا نحن.. حتى الشارع كان هادئا بشكل نسبي وكأنه كان لا يريد أن يعكر حالة الاسترخاء التي كنا فيها أنا وهي إلى أن قررنا الجلوس في مقهي إيليت لنحتسي القهوة. اخرجت الكاميرا وبدأت أصور المكان من الداخل ثم استغرقت في واجهته الزجاجية المزدانة بالخشب الأبيض والنباتات والتي تخلق جوا جديرا بمدينة تطل على البحر المتوسط. وفجأة وبدون مقدمات وجدتها تمسك بيدي فجأة وتضغط عليهما ثم تقول لي..
هي: ما تيجي نروح بيت سيد درويش..
أنا: …. بيت سيد درويش.. ممكن والله فكرة
هي: الموضوع شكله مش داخل دماغك
أنا: لا خالص بس أنا علاقتي بسيد درويش مهياش قد كدة..
كان كلامي صحيحا إلى حد بعيد.. لم يكن يعني إنني أكرهه بل على العكس لكني لا أزعم أبدا إنني من مريديه وعشاقه..كل ما هنالك هو إنني أضبط نفسي احيانا وانا أدندن "زوروني" أو "طلعت يا محلى نورها" لكن العلاقة تنتهي هنا. بيد أنها اقتراحها أثار فضولي لأن أرى أي كان يعيش فوجدت نفسي أنادي على الجرسون وأسأله..
أنا: من فضلك عايزين نروح بيت سيد درويش..نركب إيه أو نمشي إزاي؟
الجرسون: بيت سيد درويش في كوم دكة.
أنا: ايوة بس نروح له إزاي؟
الجرسون (وقد أدرك أخيرا اننا لسنا من أهل المدينة): اه بصي حضرتك آخر الشارع ده خشي شمال وبعدين إسألي من هناك.
نظرت إليها نظرة من نوع.. يلا؟ فأجابتني بنظرة من نوع..يلا. حاسبنا وخرجنا ثم فعلنا بالضبط ما قاله.. مشينا إلى آخر الشارع ثم دخلنا شمال. كان شارعا ضيقا تصطف على جانبه الأيمن محلات الكهرباء. سألنا رجلا عجوزا يبدو عليه أنه الاسطى عن كيفية الذهاب إلى بيت سيد درويش
الاسطى: بصوا آخر الشارع ده يمين في أول شمال وبعدين اسألوا من هناك.
أنا : ألف شكر
فعلنا بالضبط كما قال فوجدنا أنفسنا أمام مطلع حارة شكله مرعب للغاية. لم أر في حياتي مطلع شارع بهذا الانحدار والوعورة. لكن القرار كان قد اتخذ ولا مجال للتراجع.
أنا: بصي إيه رأيك ناخد نفس جامد ونطلعه جري علشان منحسش بيه.
هي(وهي تنظر إلي نظرة من النوع إللي بيضرب رصاص): جري؟ جري إيه؟ أنا مفياش حيل للجري.
أنا: إنتي يا معصعصة مفكيش صحة آمال أنا أعمل إيه؟ يلا يا بت بلاش دلع. لحسن انا أصلي نفسي بدأت تتسد عن المشوار ده فيلا قبل ما أغير رأيي.
هي: أمري إلى الله. بس لو نفسي اتقطع هخليكي اتشليني!!
وبالفعل أخذنا نفسا عميقا وأمسكنا بيدي بعض ثم بدأنا نصعد المطلع ركضا. كان الأمر شاقا لكننا تعاملنا معه مثلما نتعامل مع الدواء (سد مناخيرك وابلع من غير ما تفكر). لم نصدق عندما وصلنا إلى آخر الشارع أن هذا المطلع اللعنة قد انتهى. طبعا لا حاجة بي لأن أقول إن أنفاسنا كانت متقطعة كشريط سافف لكن الخلاصة هي أننا اجتزنا أول العقبات أمام الوصول لبيت سيد درويش. كانت الخطوة الثانية هي السؤال مرة أخرى. مشينا قليلا حتى رأينا محلا لبيع سندوتشات الفول والطعمية (الفلافل علشان الاسكندارانية ميزعلوش) فسألنا رجلا عن الاتجاه فقال شمال في يمين في شمال آخر لا أذكر. المهم أننا وجدنا أنفسنا في قلب حواري الاسكندرية!!
بعد أن تهنا قليلا بين حنايا هذه الشوارع الصغيرة الضيقة التي يختلط فيها عبق التاريخ برائحة اليود وصلنا إلى حارة العسال..أخيرا محطتنا المنشودة.. بيت سيد درويش. لا أعرف لماذا كان قلبي يخفق بقوة في هذه اللحظة. الموضوع منذ البداية لم يثر حماستي والحقيقة اننا تعبنا كثيرا حتى نصل هنا لكن لا أدرى لماذا أحسست في هذه اللحظة انني حققت انجازا عظيما..كانت رحلة..مقصد..وأنا أعشق الرحلات والمقاصد وأفرح بنفسي عندما انجح في بلوغهما.. كان هذا هو تفسيري للحالة التي أشعر بها الآن.. نظرت إليها فأدركت أنها تعيش الإحساس ذاته..إحساس من بلغ مقصده. توجهنا إلى بقالة كان صاحبها يعلق صورا لدرويش والبحر وإيمان في كل أركانها. فسألناه عن البيت. لكن الرد الذي جاءنا لم يكن على الإطلاق ما توقعناه. صاحب البقالة: لييه؟ جايين تشوفوا إيه؟ مفيش حاجة تتشاف. جايين تشوفوا الخرابة؟ ده بقة خرابة. بيت سيد درويش بقة خرابة. مفيش حاجة تتشاف. روحوا أحسن. طبعا الكلام نزل علينا كالماء البارد فانتابنا الوجوم للحظة ثم بادرته هي بالقول إننا قطعنا مسافة طويلة حتى نصل هنا وإننا نريد أن نرى البيت أيا كان حاله فرد عليهاصاحب البقالة: اهو البيت عندك أهو في آخر الشارع على شمالك. بس أنا بقولك ده بقة مزبلة. متبقيش تزعلي لما تروحي هناك وتشوفي أنا قلتلك وعملت إللي عليا. رمقنا بنظرة إشفاق ثم عاد إلى بقالته وزبائنه. أما نحن فوقفنا ننظر لبعضينا لوهلة.. بصراحة لم يكن ذلك في حسباننا على الإطلاق.. بيت سيد درويش بقة خرابة. لم نكن نتوقع قصرا لكن لم نتوقع خرابة أيضا. ظننا أن الرجل يبالغ وأن الأمر ليس بهذا السوء. لكننا عندما وصلنا أدركنا انه في الحقيقة كان أمينا إلى درجة مخيفة. يا الله ما هذا المنظر. هل هذا هو البيت الذي عاش فيه فنان الشعب؟ الرجل الذي نحتفي به على شاشاتنا ندع بيته يتحول إلى مقلب زبالة!!! انفجرت هي بالبكاء أما أنا فظللت صامتة أرقب المنزل في ذهول. أحسست ساعتها بكراهية شديد لنا نحن المصريين. إلى هذه الدرجة نحتقر تراثنا.. إلى هذه الدرجة لا نكن أي احترام لمن أعطوا لحياتنا ولبلادنا معنى؟ يعني هي وزارة الثقافة متعرفش إن ده بيت سيد درويش؟ لا طبعا أكيد عارفين.. أمال سايبينه كده ليه؟ يعني مش يرمموه بالكامل لكن يحفظوا شكله الإنساني على الأقل ميسبهوش بالمنظر ده. لم أدر بنفسي إلا وأنا أنتزع الكاميرا من يديها والتقط الصور وأنا في حالة غضب شديدة. كان رأيي قد استقر على أنني سأنشر هذه الصور حتى يراها أكبر عدد ممكن من الناس ليعرفوا إلى أي مستوى وصلنا. أخذت التقط الصور حتى نفذت بطارية الكاميرا. فاكملت التصوير بكاميرا هاتفي المحمول. للمرة الثانية لن اتكلم وسأدع الصور تعبر عن نفسها.




طبعا لم نكن نعرف..كيف كان لنا أن نعرف..لم تكن هناك أي مقدمات على أن اليوم سيأخذ هذا المنحى غير المتوقع . ذلك اليوم الحالم الذي بدأ عندما استيقظنا في حالة انتعاش بعد سهرة رائعة على كورنيش اسكندرية!!!

Wednesday, February 21, 2007

رحل الشتاء


الشجر العاري ينفض
نفسه في كسل
والسماء الحالمة
بدأت تعود لأرض
الواقع
والصفاء عاد
للسبات من جديد
....
الشتاء يرحل
والحزن يعود
Posted by Picasa

...




لكي أكون شغوفة بالحياة


لابد أن أكون مهووسة بالموت

Sunday, February 11, 2007

متي يأتي السبت؟؟




دائما حالة الانتظار.. دائما نفس المشهد..نفس النافذة..نفس الأفق..وأنا


ألمحه من بعيد ..أتوق للنزول إليه..لكني لا أتحرك..فقط أرنو إليه من بعيد


اكتفي بالحلم به ..لكني لا أقوى على الذهاب إليه..لا أجرؤ على لمسه


بل إني أسرع بالفرار عندما أراه يقترب.. ثم أعود بعد ذلك


للنظر من النافذة ويظل السؤال عالقا بلا إجابة


متى يأتي السبت


Wednesday, February 7, 2007

أي شييء


ترددت أصابعي كثيرا على لوحة المفاتيح وأنا أعتصر ذهني لألد تدوينتي الأولى .. حروف تكتب وتمحى.. صوت كمان حزين يداعب أذناي .. مشاعر كثيرة تعصف بي .. لكنها عنيدة ترفض الخروج بالإكراه.. تريدني أن أترك لها العنان..ألا أنمقها بكلام معد.. تريد أن تفيض في فوضى غير عابئة بأي شيء ..

لا مجال للكلمات المقتبضة تقول لي

لا مجال للهروب

هنا تمشين حافية القدمين

ولسوف تحتك قدماك بالصخور

ولسوف تنزفين

ولسوف تتألمين

فهل تقدرين

هل تقدرين؟؟