قبل نحو عامين كنت قد كتبت تدوينة عن التصوير، تطرقت فيها بشكلٍ "عابر" و"مجرد" إلى تصوير الجسد العاري. لم تكن السطور القليلة التي كتبتها تشير إلى تجربة شخصية لكنها كانت أقرب إلى تصور "عام" و"مجرد" عما يعنيه الجسد العاري بالنسبة لي وعن كيفية استغلاله في عملية "الالتقاط" كشكل من أشكال محاكاة الطبيعة، في ابتعاد - ربما يكون ساذجاً- مني عن الدلالات الحسية التي ترتبط بذلك الجسد، سواء كان لرجل أو امرأة.
-------------------------------
قبل ثلاثة أشهر تقريبا، خضت أول تجربة لي مع تصوير جسد عار.. الموديل كانت صديقة أجنبية وكانت هي التي طلبت مني تصويرها لأسباب شخصية ولهذا السبب لم أنشر هذه الصور لا هنا ولا في أي مكان آخر. المهم أنني انتهزت الفرصة لأضع تصوري "المجرد" عن تصوير الجسد العاري موضع التنفيذ. كنا في منزلها ولم تكن هناك وحدات إضاءة مناسبة لذا اضطررت للتصرف باستخدام ثلاث أباجورات متواضعة قمت بتوزيعها حول جسدها للحصول على التأثير المناسب. بعد أن عدت لمنزلي أخذت أشاهد الصور.. كنت راضية إلى حد ما عن النتيجة بالنظر إلى الظروف "غير الملائمة" التي كنت أعمل فيها، كنت سعيدة لان الجسد كان "مجردا" ولانه انثناءاته كانت أقرب لتكوين طبيعي لا يشي بأي حسية. كنت راضية وسعيدة للغاية لكن بعد ثلاثة أشهر وتحديدا قبل ساعة، أثبت لي مخرج ياباني مدى سذاجتي.
---------------------------------
قبل ساعة من الآن كنت قد انتهيت من مشاهدة الفيلم الياباني A Woman in the Dunes للمخرج Hiroshi Teshigahara. بدون التطرق إلى تفاصيل قد تفسد مشاهدة الفيلم فان ما فعله تيشيجارا بي خلال المشاهدة - إلى جانب المتعة البصرية الخالصة- هو تلقيني درساً في فن تصوير الجسد العاري، الجسد العاري هنا لم يكن محاكياً للصحراء لكنه كان جزءا منها.. لا يستمد منها "تجريدها" لكنه يمنحها من "حسيته". وكما تداعب الرياح كثبان الرمل.. تبعث الحبات الصغيرة الحياة في الجلد العاري، تحفر شقوقا عميقة في مسامه، تنفذ إلى الروح لتوقظ مشاعر بدائية من سباتها وتصعد بها إلى السطح لأراها رؤى العين، وألمسها بأطراف أصابعي،، وأشاهد تدريجيا تحول كلمة "مجرد" في ذهني
No comments:
Post a Comment